صحيفة عمان بوست من مئات الجرائد الإلكترونية الموجودة في المملكة الأردنية الهاشمية. تملك الصحيفة شركة مرسال عمان واسست قبل 4 اشهر. هي مؤسسة مستقلة فيأتي تمويلها من الاعلانات المنشورة في صفحتها الإلكترونية, وتركز مواضيعها على الشؤون المحلية الاردنية والعربية. حسب ما قال رئيس تحرير الصحيفة سامي الزبيدي, تعتبر عمان بوست جريدة ليبرالية ومتحررة, ولكن تعريف كلمة "متحررة" مختلف تماما في دولة ذات الملكية المطلقة مثل الأردن من تعريفها في الغرب بالنسبة الى الاخبار.
تنشر الصحيفة وجهات نظر عديدة فحسب ما قال مدير التحرير عبدالناصر الحوراني, قد انتشرت جرائد كثيرة على أسلوبها في الأردن لانها الوسيلة الوحيدة التي من الممكن ان يستخدمها الاردنيين حتى يعبروا عن اراءهم. صوت الاردنيين الانتخابي هادئ واذا يأملون ان يؤدون إلى تغييرات حكومية, يجب ان يلجأوا إلى وسائل غير الانتخابات. بالاضافة إلى ذلك, من اهم اهداف الجريدة تقديم للاردنيين الاراء الاجنبية عن الاردن وعن الشرق الأوسط.
لدى الصحيفة طريقتين للنشر وهما صفحتها الالكترونية ومحطتها الاذاعية عليها تذاع نفس الاخبار المكتوبة على صفحة الجريدة وبينها الاغاني الحلوة من مغنيين مثل فيروز ووردى وام كلثوم. للأسف, تذيع المحطة الاغاني فقط حاليا لانه استقال الشاب الذي قد قرأ الاخبار.
يقع مقر الصحيفة العام في حي الشميساني في عمان الغربية وذلك من اغنى الاحياء في المدينة فيشتغل فيه عدد قليل من الناس لان الصحيفة مؤسسة صغيرة. هناك في المقر غرفة اجتماعات و4 مكاتب ومطبخ وحمام. أشترك في مكتبي مع محررة وكاتبة اسمها فداء ويشتغل في المكتب الثاني كتاب اخريين الذين غير حاضرين دائما لانها الصحيفة الاكترونية ووجودهم في المكتب غير ضروري. يشتغل في اكبر المكاتب رئيس تحرير الجريدة وهو سامي الزبيدي. السيد الزبيدي يكتب مقالات كثيرة في جريدة أردنية الرأي بالاضافة إلى شغله كرئيس عمان بوست, فهو ذكي وواسع الإطلاع ومحترم جدا في مجتمع صحفي الأردن. نائبه اسمه عبدالناصر الحوراني وهو كاتب ومحرر ورسام كاريكاتوري في الصحيفة.
على الرغم من تصنيف عبدالناصر كمدير تحرير الصحيفة وليس رئيسا, هو اهم شخص الذي يشتغل في المؤسسة. ليس لديه وظيفة غير عمان بوست, مثل السيد الزبيدي, فيركز كل جهده عليها. هو الذي يجري بحثا على كل موضوع يقترحه السيد الزبيدي, وهو الذي يدير الصحيفة بشكل عام, عبدالناصر دائما موجود في المقر ويعمل جاهدا كل يوم. متحرر بافكاره وغير متدين ابدا, عاش السيد الحوراني في ولاية تكساس لمدة 10 سنات فيتكلم اللغة الانجليزية جيد جدا. قال عبدالناصر – وهذه الفكرة مثير للجدل – ان صحيفة عمان بوست جريدة مناهضة للحكومة.
ومن ناحية اجتماعية, استغربت عندما اكتشفت بان يشتغل في المقر خادم اسمه محمد. هو سوداني ويبدا ان مهمته التنظيف والطبخ وتجهيز المشروبات. وجود الخدام غير عادي في امريكا ولكن وجودهم في الأردن وفي الشرق الاوسط بشكل عام جزء من الحياة اليومية.
لدى الجريدة كتاب كثيرون في اماكن عديدة نحو العالم (اغلبيتهم داخل الاردن او العالم العربي ولكن في اماكن غربية ايضا) ويتخصص هؤلاء الكتاب في مجالات متنوعة. لان الجريدة صغيرة, كل شخص الذي يشتغل في مقر الصحيفة يشارك في كل مرحلة عملية النشر – كل واحد يكتب ويحرر ويناقش مواضيع الاخبار ويقدم رأيه في قرارات المؤسسة.
دوري في الصحيفة بسيط ولكن من اول لحظة كنت في المقر شعرت كجزء من الفريق وكانت لدي شغلات مهمة. كان اول مشروع مخول لي ترجمة مقال طويل من الانجليزية الي العربية فكان المقال من اسوشييتد برس. يصف المقال اتفاق المصالحة الذي وافق عليه الطرفان الفلسطينيان فتح وحماس الثلاثاء الماضي 3 مايو, وسياق الاتفاق واهميته في المجتمع الدولي خصوصا بالنسبة إلى اسرائيل. إن الترجمة الدقيقة والجيدة عملية طويلة فخلصت المهمة بعد ما اشتغلت عليها تقريبا 7 ساعات. ثم وظفني السيد الزبيدي في مشروع اخر فكان ذلك كتابة رايي عن المقال المترجم باللغة العربية في 300 كلمة وسينشره على المقال نفسه تحت اسمي في قسم وجهات النظر على الصفحة الالكترونية قريبا. راجع ونقح عبدالناصر النص معي, فكان فيه بعض الاخطاء البسيطة من ناحية لغوية ولكن بشكل عام كانت الترجمة والتحليل مكتوبة جيدا.
لانها تركز وجهات نظر الصحيفة على اراء الاجانب عن المنطقة, تعليقي مقيم كثير. كذلك اراء زملاءي مطلوبة بالصحيفة, ومهمتي الثاية ككاتبة لعمان بوست اجمع تعليقات الطلاب الذين يدرسون في الأردن وانشرها على الصفحة الالكترونية العربية.
بالاضافة إلى الصفحة العربية, هناك صفحة مترابطة باللغة الانجليزية فهي لا تزال قيد الانشاء. من وظائفي, لان لغتي الام اللغة الانجليزية, أعالج الاخطاء الموجودة في تلك الصفحة وأحسن التعبيرات الاصطلاحية المستخدمة فيها. تلك التعبيرات اصعب جزء من اي لغة, اكثر الاخطاء الموجودة في النصوص الانجليزية معها. الاخطاء الخطيرة غير شائعة على الصفحة لانه هناك كاتبة اردنية التي تدرس في جامعة نبراسكا في الولايات المتحدة وتساعد في تحرير المقالات الانجليزية.
فاليوم, طلب السيد الزبيدي مني انا اشتغل كصحافية بعد ما اعود إلى امريكا. يريد انني اجري مقابلات مع امريكيين عن اراءهم بالنسبة الى الشرق الاوسط واكتب ترجمات وتحليلات مقالات من وكالات الانباء الامريكية باللغة العربية. انا متحمسة جدا بهذه الفرصة لاصبح صحافية في العالم العربي ومبسوطة كثيرة لانني اشتغلت هناك كعاملة متطوعة. من وجهة نظري, الصحيفة معتدلة, ولكن من وجهة نظرهم, هي مناهضة – إن هذه المقارنة ممتعة وصعبة في نفس الوقت!
No comments:
Post a Comment